السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اللهم صلي على محمد و آله
: فضل الإمام عليّ (عليه السلام) على الصحابة
مقدّمة
لم يتحدد الدليل الشرعي لإبراز أفضلية الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام)بخصوص جهد الرسول(صلى الله عليه وآله) والكلام الذي كان يصدر منه بحق علي(عليه السلام) وإنّما رافق ذلك نزول الكثير من الآيات القرآنية التي تكفلت بظهور مناقب علي(عليه السلام) .
والملاحِظ لكل النصوص سيجد أنها من وجه قد سلّطت الضوء على أفضلية علي(عليه السلام) على الصحابة لا من باب عقد المقارنة فحسب، وإنّما تتسع النصوص لأكثر من هذا المعنى فتشمل بمقصودها أن علياً بمؤهلاته القدسية هو الإنسان المُعد لتولّي الإمامة بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) لا سواه.
وبغضّ النظر عن العصمة والعلم الحضوري الذي يمتلكه الإمام أو المعاجز ـ الكرامات ـ التي كانت تظهر على يديه، دون غيره، يبقى علي(عليه السلام) بقدراته وعلومه وصفاته الأفضل من الصحابة، حتى على فرض مقياس مدرسة الخلفاء التي تنظر للإمام علي(عليه السلام)كصحابي ليس إلاّ.
من هنا سنتناول موضوع أفضلية الإمام علي(عليه السلام) على الصحابة ضمن عدة اُمور:
الأمر الأوّل: مظاهر من شخصية الإمام عليّ (عليه السلام)
إنّ سلوك الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام) وملامحه الربّانية تشكل النموذج الإلهي والقدوة الحسنة.
ولا يمكن أن نتوصل الى الأعماق والأسرار التي يحملها هذا النموذج عبر انتقاء بعض مظاهره العلمية أو السلوكية.
لكن المشاهد حتى لو وقف على بعض مظاهره لكفاه دليلاً على أفضلية الإمام(عليه السلام) على الصحابة لا في ميدان محدّد ، بل وفي كل الميادين، بحيث لا يبقى مع ذلك أدنى شك أن علياً لا يضاهيه أحد من الصحابة، وإليك بعض مظاهر شخصيته(عليه السلام) :
1 ـ مظاهر شخصية الإمام علي(عليه السلام) فيالجانب العلمي:
من الثابت أن الإمام عليّاً(عليه السلام) كان أعلم الصحابة، وقد بلغ الكمال العلمي عند علي(عليه السلام) الى درجة حتى قال عنه الرسول(صلى الله عليه وآله): «أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها»[1]. ولم يقل الرسول(صلى الله عليه وآله)مثل هذا القول لأحد من الصحابة.
ويؤكد ذلك قوله (عليه السلام): «علمني رسول الله(صلى الله عليه وآله) ألف باب من العلم يفتح لي من كل باب ألف باب»[2].
وتفوّقُ علي(عليه السلام) بعلمه الإلهي الذي اختص به; دعاه أن يقول: «لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً»[3].
وتصريحه (عليه السلام) بأن العلم الذي يحمله كبير لا يقوى على حمله أحد من الصحابة: «ها إنّ هاهنا لعلماً جمّاً لو أصبت له حملة ـ وأشار الى صدره ـ »[4].
فهذه الأقوال تدل بكل وضوح على أن عليّاً بلغ من العلم مرتبة لا يمكن لأحد من الخلق أن يبلغها سوى رسول الله(صلى الله عليه وآله) .
والى هذا أشار (عليه السلام) بقوله: «بل اندمجتُ على مكنون علم لو بحت به لاضطربتم اضطراب الأرشية في الطوى[5] البعيدة»[6].
وعن أبي الطفيل قال: شهدت علياً يقول: «وسلوني، والله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم وسلوني عن كتاب الله فوالله ما من آية إلاّ وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار، في سهل أم في جبل»[7].
وعن سعيد بن المسيب أنه قال: «لم يكن أحد من صحابة رسول الله يقول سلوني إلاّ علياً»[8].
وقد شهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) وفي أكثر من مرّة بأفضلية «علي» وتفوقه العلمي على كلّ الصحابة.
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) لفاطمة الزهراء(عليها السلام): «أما ترضين أن اُزوّجك أقدم اُمّتي سلماً، وأكثرهم علماً، وأعظمهم حلماً»[9].
وقال(صلى الله عليه وآله): «أعلم اُمّتي من بعدي علي بن أبي طالب»[10].
وقال(صلى الله عليه وآله): «علي وعاء علمي ووصيي وبابي الذي اوتى منه»[11].
وقال(صلى الله عليه وآله): «علي باب علمي ومبين لاُ مّتي ما أرسلت به من بعدي»[12].
وقال(صلى الله عليه وآله): «أعلم اُ مّتي بالسنّة والقضاء بعدي علي بن أبي طالب»[13].
وقال(صلى الله عليه وآله): «أنت تبيّن لاُمّتي ما اختلفوا فيه بعدي»[14].
وقال(صلى الله عليه وآله): «ليُهنك العلم أبا الحسن، لقد شربت العلم شرباً ونهلته نهلاً»[15].
2 ـ مظاهر شخصية الإمام علي(عليه السلام) في الجانب الإيماني:
هذه الصفحة من حياة الإمام علي(عليه السلام) قد منح فيها زخماً معنوياً ورسم فيها صورة عالية للأجيال، وسجل فيها الأسبقية على الصحابة قاطبة.
فقوة الإيمان ميزة ينفرد بها علي(عليه السلام) وقد تجسدت في صور شتى، ففي العبادة هو المثال، فقد جاء في تفسير قوله تعالى: (تراهم ركّعاً سُجّداً)[16] على أنها نزلت في علي(عليه السلام)[17].
وقال بهذا الصدد: «صليت مع رسول الله(صلى الله عليه وآله) قبل الناس سبع سنين وأنا أوّل من صلّى معه»[18].
وقال(عليه السلام): «ما أعرف أحداً من هذه الاُ مّة عَبَدَ الله بعد نبيّنا غيري...»[19].
وقال(عليه السلام): «أسلمت قبل إسلام الناس وصليت قبل صلاتهم»[20].
فكان علي(عليه السلام) أعبد الناس وأكثرهم صلاة وصوماً، ومنه تعلّم الناس صلاة الليل وملازمة الأوراد، وقيام النافلة، وما ظنّك برجل يبلغ من محافظته على ورده أن يبسط له نطع بين الصفين ليلة الهرير، فيصلي عليه ورده والسهام تقع بين يديه وتمر على صماخيه يميناً وشمالاً، فلا يرتاع لذلك، ولا يقوم حتى يفرغ من وظيفته؟ وما ظنّك برجل كانت جبهته كثفنة البعير لطول سجوده[21]؟
وقيل لعلي بن الحسين زين العابدين(عليه السلام) ـ وكان قد بلغ الغاية في العبادة ـ : أين عبادتك من عبادة جدك؟
قال(عليه السلام): «عبادتي من عبادة جدّي كعبادة جدّي من عبادة رسول الله(صلى الله عليه وآله)»[22].
أمّا في مظاهر الإيمان الاُخرى فنجده(عليه السلام) القمّة في النزاهة والخلق الإلهي، وأنه المثل القرآني الذي ساقه لمعنى الصدق ، فقد قال تعالى: (والذين آمنوا بالله ورسله اُولئك هم الصديقون)[23].
وهذه الآية حسب رواية أحمد بن حنبل أنها نزلت في علي بن أبي طالب(عليه السلام)[24].
وهناك آيات كثيرة تشهد بأن علياً(عليه السلام) هو النموذج الحي لمعنى الإيمان فقد قال تعالى: (أجعلتم سقاية الحاجّ وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين)[25].
هذه الآية وما بعدها نزلت في حقّ «علي» لما افتخر طلحة ابن شيبة والعباس، فقال طلحة: أنا أولى بالبيت، لأن المفتاح بيدي، وقال العباس: أنا أولى، أنا صاحب السقاية، والقائم عليها، فقال علي(عليه السلام): «أنا أوّل الناس إيماناً وأكثرهم جهاداً»، فأنزل الله تعالى هذه الآية لبيان أفضلية الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام) عليهما[26].
وقال تعالى: (أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون)[27] المؤمن علي(عليه السلام) والفاسق الوليد[28].
بهذه الآية يقدم القرآن الكريم للناس نموذجه الإيماني المتمثل في علي(عليه السلام).
(واُلوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين)[29]
ذهب جملة من المفسرين على أن الآية منطبقة في علي(عليه السلام)لأنه كان مهاجراً ذا رحم[30].
كما بيّن رسول الله(صلى الله عليه وآله) للناس وفي أكثر من موضع مدى تسليم علي للرسالة وتعاليمها، وسابقته في الإسلام، وأنه الإنسان القادر بقوة إيمانه على حل المشكلات عند التباسها.
روي عن أبي ذر، حيث قال: دخلنا على رسول الله(صلى الله عليه وآله)فقلنا: من أحبّ أصحابك إليك ، إن كان أمر كنا معه، وإن كانت نائبة كنا من دونه؟
قال: «علي، أقدمكم سلماً وإسلاماً»[31].
نكتفي بهذا القدر من الأدلة الكاشفة عن قوة إيمان علي(عليه السلام)وأفضليته لنرى جانبه الجهادي.
3 ـ مظاهر شخصية الإمام علي(عليه السلام)في الجانب الجهادي:
أما الجهاد عند علي(عليه السلام) فالخوض في إثباته يجري مجرى إيضاح الواضحات وتقرير البديهيات ، فإنه لا خلاف بين جميع المسلمين وغيرهم أن علياً في جهاده كان أشجع الصحابة بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) وأكثرهم إقداماً، وإن كانت الشجاعة وحب الجهاد عند الصحابة ظاهرة بارزة في حياتهم، إلاّ أنها عند علي(عليه السلام)تبدو قيمتها أكثر جلاءً في المهمات الصعبة وعند تراجع الآخرين وعدم قدرتهم على تجاوزها، فيتقدم علي(عليه السلام) بتفوقه الإلهي لفك الطوق عن المسلمين، وهذا ما تشهد به المعارك التي خاضها ضد المشركين وأهل الكتاب في بدر والأحزاب وخيبر وحنين وغيرها.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) يوم خيبر: «لأدفعن الراية الى رجل يحب الله ورسوله ويفتح الله عليه، قال عمر: فما أحببت الإمارة قط قبل يومئذ، فدفعها الى علي(عليه السلام)قال: قال: ولا تلتفت، فسار قريباً، قال: يا رسول الله علامَ نقاتل؟
قال(صلى الله عليه وآله): على أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإذا فعلوا ذلك عصموا دماءهم وأموالهم إلاّ بحقها وحسابهم على الله تعالى»[32].
وفي غزوة الخندق: ضرب الإمام علي أروع مثال لنصرة الحق وتميز به عن غيره من الصحابة، وقد عزّز الرسول(صلى الله عليه وآله) قيمة هذا الحدث العظيم عندما صرح بأن الإمام يمثل جانب الحق كلّه ، فقد روى الجمهور:
أنه لما برز عمرو بن عبد ودّ العامري في غزوة الخندق، وقد عجز عنه المسلمون، قال النبي(صلى الله عليه وآله): «برز الإيمان كلّه الى الشرك كلّه»[33].
ونقل أحمد بن حنبل في مسنده، قال:: خطب الحسن(عليه السلام)فقال: «لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون بعلم ولا يدركه الآخرون، كان رسول الله(صلى الله عليه وآله)يبعثه بالراية، جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن شماله لا ينصرف حتى يفتح له»[34].
وروى الخوارزمي قال: حدثنا عبيدالله بن عائشة عن أبيه قال: «كان المشركون إذا أبصروا علياً في الحرب عهد بعضهم الى بعض»[35].
وعن جابر بن عبدالله قال: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله)يقول يوم الحديبية ـ وهو آخذ بضبع علي بن أبي طالب ـ يقول: هذا أمير البررة وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله، ثم مدّ بها صوته وقال: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد الدار; فليأت الباب»[36].
وعن ابن عباس قال: «كان المهاجرون يوم بدر: سبعة وسبعين رجلاً، وكان الأنصار: مائتين وستة وثلاثين رجلاً، وكان صاحب راية رسول الله(صلى الله عليه وآله) علي بن أبي طالب، وصاحب راية الأنصار سعد ابن عبادة»[37].
وعن ابن عباس قال: «إن راية المهاجرين كانت مع علي(عليه السلام)في المواقف كلها يوم بدر ويوم اُحد ويوم خيبر ويوم الأحزاب ويوم فتح مكة ولم تزل معه في المواقف كلها»[38].
ويحدثنا الإمام علي بن أبي طالب عن صحبته لرسول الله(صلى الله عليه وآله)عندما عزما على كسر الأصنام التي كانت فوق الكعبة وقد صعد(عليه السلام)على منكبي رسول الله(صلى الله عليه وآله) :
قال ثمّ قال: «اُنشدكم الله ـ أيها الخمسة ـ أفيكم أحد هو أخو رسول الله(صلى الله عليه وآله)، غيري؟».
قالوا: لا.
قال: «أمنكم أحد له عمّ مثل عمّي حمزة بن عبدالمطلب، أسد الله وأسد رسوله، غيري ؟»
قالوا: لا.
قال: «أمنكم أحد له ابن عمّ مثل ابن عمّي رسول الله(صلى الله عليه وآله)؟»
قالوا: لا.
قال: «أمنكم أحد له أخ مثل أخي جعفر المزيّن بالجناحين يطير مع الملائكة في الجنّة؟»
قالوا: لا.
قال: «أمنكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله)سيدة نساء هذه الاُ مّة؟»
قالوا: لا.
قال: «أمنكم أحد له سبطان مثل الحسن والحسين سبطا هذه الاُ مّة ابنا رسول الله(صلى الله عليه وآله)، غيري؟»
قالوا: لا.
قال: «أمنكم أحد قتل مشركي قريش قبلي؟»
قالوا: لا.
قال: «أمنكم أحدٌ وحّد الله قبلي؟»
قالوا: لا.
قال: «أمنكم أحدٌ أمر الله بمودّته ، غيري؟ »
قالوا: لا.
قال: «أمنكم أحد غسّل رسول الله(صلى الله عليه وآله) قبلي»
قالوا: لا.
قال: «أمنكم أحد سكن المسجد يمرّ فيه جنباً، غيري؟».
قالوا: لا.
قال: «أمنكم أحد ردّت عليه الشمس بعد غروبها حتى صلّى العصر، غيري؟»
قالوا: لا.
قال: «أمنكم أحد قال له رسول الله(صلى الله عليه وآله) حين قرب إليه الطير فأعجبه: اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير، فجئت أنا لا أعلم ما كان من قوله ، فدخلت عليه قال: وإليّ يا ربّ، وإليّ ياربّ، غيري؟»
قالوا: لا.
قال: «أمنكم أحد كان أقتل للمشركين عند كلّ شديدة تنزل برسول الله(صلى الله عليه وآله)، منّي؟»
قالوا: لا.
قال: «أمنكم أحد كان أعظم غناءً عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) حين اضطجعت على فراشه ووقيته بنفسي وبذلت له مهجتي، غيري؟»
قالوا: لا.
قال: «أمنكم أحد كان يأخذ الخمس، غيري وغير فاطمة(عليها السلام)؟»
قالوا: لا.
قال: «أفيكم أحد يأخذ الخمس سهماً في الخاصّ وسهماً في العامّ ، غيري؟»
قالوا: لا.
قال: «أفيكم أحد يطهّره كتاب الله، غيري؟ حتّى سدّ النبي(صلى الله عليه وآله)أبواب المهاجرين جميعاً وفتح بابي إليه، حتى قام إليه عمّاه حمزة والعباس، وقالا: يا رسول الله، سددت أبوابنا وفتحت باب علي؟!!
وقد أجمعوا على نزول هذه الآية في علي بن أبي طالب لمّا تصدّق بخاتمه على المسكين في الصلاة بمحضر من الصحابة.
قال الزمخشري عن قوله (وهم راكعون) : وقيل: هو حال من يؤتون الزكاة. بمعنى يؤتونها في حال ركوعهم في الصلاة، وأنها نزلت في علي كرم الله وجهه حين سأله سائل وهو راكع في صلاته فطرح له خاتمه كأنه كان مرجاً[74] في خنصره، فلم يتكلف لخلعه كثير عمل تفسد بمثله صلاته.
فإن قلت: كيف صح لعليّ(عليه السلام) واللفظ جماعة؟
قلت: جيء به على لفظ الجمع وإن كان السبب فيه رجلاً واحداً، ليرغب الناس في مثل فعله فينالوا مثل ثوابه، ولينبّه على أن سجية المؤمنين يجب أن تكون على هذه الغاية من الحرص على البر والإحسان وتفقّد الفقراء، حتى إن لزمهم أمر لا يقبل التأخير وهم في الصلاة; لم يؤخروه الى الفراغ منها»[75].
5 ـ قال تعالى: (يا أيها الرسول بلّغ ما اُنزل إليكَ من ربّك...)[76].
صرّح أئمة التفسير والحديث أنها نزلت في بيان فضل علي(عليه السلام)يوم الغدير حيث أخذ رسول الله(صلى الله عليه وآله) بيد علي(عليه السلام)وقال: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله، وادر الحق معه كيف مادار»[77].